توقيت العمل

الحصة الصباحية : 08:30 إلى 12و30

الحصة المسائية : 13:30 إلى 17و30

الإتصال بنا

009 479 73 216

680 492 73 216

تاريخ المدينة

تاريخ المدينة

يرجع ظهور مدينة طبلبة إلى العصر البربري حيث سكنت قبيلة بربرية تسمى (تاولبت) نزحت من المغرب الأقصى إلى مكان بالساحل التونسي واستقرت به، استقرّ بها الرومان والبيزنطيون حيث توجد بقايا كنيسة بمنطقة السكرين، عند الفتح الإسلامي دخل سكانها الدّين الجديد، ثمّ تعرّضت المدينة كسائر مدن الساحل إلى الزّحف الهلالي حيث تعرّضت الضّيعات إلى قلع المزروعات وقطع الأشجّار خاصّة الزيتون وتعرّض السكّان إلى التهجير والإبعاد. أعيد تأسيس المدينة على يد الصّوفي عيـّاش بن أحمد بن عبد العزيز عيـّاش ذي الأصل اليمني والنّازح من المغرب الأقصى عرف أهالي طبلبة الاستقرار والأمن الغذائي إذ كانت القطاّعات تدرّ أرباحا معتبرة وكانت المدينة أوجهة لطالبي الشغل، إلاّ أن غزوة الجنرال أحمد زروق سنة 1864 م أتلفت المحاصيل الزراعية واستحوذ جنوده على الأراضي الخصبة ممّا ولد نقمة من الأهالي على الباي ثم على المستعمر الفرنسي من بعده. بعد الاستقلال عرفت طبلبة نهضة اقتصادية متعددة الجوانب فلاحية بحرية وبرية وصناعية.

                       

معركة 23 جانفي (تحت لمحة التاريخية)

لم تكن معركة طبلبة بتاريخ 23 جانفي/كانون الثاني 1952 مجرد معركة وضها التونسيون في مواجهة المستعمر الفرنسي، فلم تكن الجبال موطن القرية الساحلية ولا الأدغال والبراري حاضنتها، بل كانت معركة بطولة وشراسة بين المساكن والأنهج.

طبلبة هي قرية ساحلية تمتد على أرض منبسطة تقع على مشارف سوسة شمالًا والمهدية جنوبًا، وهي قرية فلاحية على مشارف المتوسط تعرف منذ القدم بامتهان سكانها صيد السمك، إذ يمثل البحر مورد الرزق الرئيسي لسكانها.

قرية آمنة تؤمن بقيمة العمل، وكانت نشيطة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا، ولها محطات بارزة في تاريخ تونس سواء من خلال رجال علم ودين انتشروا في كامل البلاد أو من خلال نشطاء سياسيين عملوا على إذكاء روح المقاومة وشاركوا في النشاط السياسي والمسلح صلب الحركة الوطنية.

  • معركة طبلبة بتاريخ 23 جانفي 1952 قادها أبناء بلدة طبلبة الساحلية باستعمال كمائن صيد الأسماك ضد جنود الاحتلال الفرنسي :

عشية 23 جانفي/كانون الثاني 1952 وفي حدود الساعة الثانية مساءً، انتشر نحو 150 مقاومًا ومن ورائهم كافة شباب البلدة ونسائها على امتداد كيلومتر من مدخل القرية من جهة المكنين إلى عمق البلدة. واتخذ الثوار أماكنهم في خطين متوازيين منتظرين رتلًا من عربات الجندرمة القادمين للقرية، وقد تمركز الثوار فوق الأسطح والمنازل والمستودعات وخلف "الطوابي" (أشجار التين الشوكي)، وقد شمل يومها الإضراب العام كافة مرافق القرية من دكاكين ومحلات تجارية ومدارس.

تزوّد أبناء طبلبة بأسلحة تقليدية بسيطة من بنادق ومسدسات ورشاشات، غير أنهم استعملوا في معركتهم هذه ما يسمى بـ "العصبان" وهو نوع من الديناميت يستعمله البحارة في صيد الأسماك...

  • شهادات تاريخية

أدلى أحد المقاومين بطبلبة، وهو حبيب بالغالي، بشهادة في إحدى الصحف التونسية حول المعركة وقال: "فكرنا بأن نقوم بعملية نوعية في مدينتنا، وأن نضرب الجنود الفرنسيين بالمولوتوف لكن عدلنا عن ذلك معتبرين أن هذه الوسيلة لا تعطي أكلها فانتبهنا إلى أن البحارة كانوا يصطادون السمك بالديناميت فطلبنا منهم كمية منها وكنا نسميه آنذاك بالعصبان ولكنهم رفضوا أول وهلة، ثم طالبوني بالمال بصفتي أمين مال الشبيبة الدستورية وكانت الأموال متوفرة لديّ فأحضرنا 25 كلغ من المتفرقعات. وكنا نبقيها في ورشة محمد المروعي شهر "الحقازي" ووافق على صنع الذخيرة".

ويقول المقاوم علي بلغيث أصيل طبلبة في شهادة أخرى نشرتها جريدة الشروق: "أطلت طائرات العدو فحلقت طويلًا بسماء البلدة باعثة صفيرًا مزعجًا، ثم أطلت ست عشرة عربة مقلة جنودًا من اللفيف الأجنبي ودخلت البلدة أربعة تمشي رويدًا وما كاد الفوج الأول يصل وسط البلدة حتى بدأ طلق النار فانهال الرصاص على البلدة، فردّ الثوار على النار بالمثل وألقوا بقنابل ذات فتائل مشتعلة فانفجرت محدثة دويًا هائلًا زلزل الأرض زلزاًلا عنيفًا تخال البلدة دمرت تدميرًا".
    ويضيف: "توالى القصف وتكرر رمي القنابل وحمي الوطيس، الرصاص ينصبّ من كل جانب والقذائف تهبط كالصواعق واكفهر الجو وانتشر الدخان واشتعلت النيران هنا وهناك وظل الرصاص يصبّ كالمطر، وأصبح الثوار وقد زاد عددهم... لا يفكرون في الاتقاء أو الاحتماء يرمون بلا مبالاة في ثبات ومهارة وهناك أفراد من الشبيبة في سرعة يمدون الذخيرة المكدسة داخل بعض المستودعات الموصدة يخرجها لهم مسؤولون عنها من نوافذ وفوهات خلفية لاصقة بالسقوف وتواصل القتال فاستشهد بعض الرجال والنساء وعلا التكبير والتهليل والزغردة واختلط أزيز الرصاص بدوي القنابل وصياح البعض".

ويواصل المقاوم في سرد شهادته التاريخية: "ازداد الثوار حماسًا واندفع إلى الميدان أربعة شبان فرموا قذائفهم، أصاب الأول ثلاثة جنود سقطوا مكانهم وأصاب الثاني عربة فاحترقت وقتل الثالث قبل أن يتمكن من الرمي وأصاب الرابع اللاسلكي فصار دخانا فانقطع اتصال المهاجمين بمن كان يرشدهم ففتر الرمي وهدأ القتال بعد أن دام نحو الساعتين فجمع العدو خسائره.. وقفل راجعًا ولاذ الثوار بالفرار.

  • كمين بمصائد الأسماك

لم تكن هذه المعركة مقدّر لها إلا أن تحدث في ذاك التاريخ بالذات لأن المقاومين قد استعدوا لمواجهة ما منذ خطاب الحبيب بورقيبة في 9 جانفي/كانون الثاني 1952 بالمنستير والذي جيش فيه المقاومة المسلحة، غير أن الابتكار الذي أحدثه أهالي طبلبة هو خوض معركة داخل مناطق العمران وبطريقة الكمائن عبر مصائد الأسماك.
تآلفت الخبرات من أجل خطة عسكرية غير تقليدية للإيقاع بالغاصب المستعمر، وهكذا حدثت مواجهة تلقائية بوسائل مستمدة من بنية المجتمع المحلي ورواسبه الثقافية.

ارتقى في معركة طبلبة، يوم 23 جانفي/كانون الثاني 1952، 8 شهداء من أبناء القرية من بينهم امرأتان، وهم عامر بن عبد السلام بيوض، وآمنة بنت علي إبراهيم، ومحبوبة بن سالم بالسوسية، وعثمان بن أحمد بالسوسية، وعمر بن عبد الكريم بن محمد بيوض، ومحمد بن عبد القادر المستيري، وأحمد بن فرج بن مصطفى التركي وشبيل بن محمد بن حسن نويرة.
وقد تحدثت أنباء عن مقتل عدد من الجنود الفرنسيين غير أن تكتم السلطات الاستعمارية عن العدد الأصلي حجب حقيقة خسائرهم إلى اليوم في حين تحدثت إذاعة "هنا لندن" آنذاك عن 8 قتلى في صفوف الجنود الفرنسيين.

  • دور طلائعي للمرأة المقاومة

لم يقتصر دور المرأة في معركة طبلبة على الإسناد فحسب بل كان يتصدر المعركة، هي معركة القرية وليست معركة الجبل فكانت المرأة تغذي الحماسة عند الرجال وتوفر السند اللوجستي قبل المعركة وتقدمت عند خطوط المواجهة الأولى فتعرضت مباشرة إلى رصاص العدو على غرار الشهيدتين آمنة ومحبوبة.

وقد نظم فيهما الشاعر جيلاني البدوي قصيدًا ناشدًا:

أماه حتى الثمالة روينا مرابعها  في ذلك اليوم حتى استوصل الورم
يناير يا أماه يختال في شوارعنا ينساب في السفرة مثل الصبح ويبتسم
وآمنة ملاك تزغرد في حضنه في نخوة الأبطال لا زلّت بهم قدم
وآمنة ملاك تزغرد في حضنه في نخوة الأبطال لا زلّت بهم قدم
صوالة تلقاه محبوبة التي هبت ولم تصرخ ألا أواه معتصم

 

  • معركة طبلبة بتاريخ 23 جانفي 1952 قادها أبناء بلدة طبلبة الساحلية باستعمال كمائن صيد الأسماك ضد جنود الاحتلال الفرنسي :

عشية 23 جانفي/كانون الثاني 1952 وفي حدود الساعة الثانية مساءً، انتشر نحو 150 مقاومًا ومن ورائهم كافة شباب البلدة ونسائها على امتداد كيلومتر من مدخل القرية من جهة المكنين إلى عمق البلدة. واتخذ الثوار أماكنهم في خطين متوازيين منتظرين رتلًا من عربات الجندرمة القادمين للقرية، وقد تمركز الثوار فوق الأسطح والمنازل والمستودعات وخلف "الطوابي" (أشجار التين الشوكي)، وقد شمل يومها الإضراب العام كافة مرافق القرية من دكاكين ومحلات تجارية ومدارس.

تزوّد أبناء طبلبة بأسلحة تقليدية بسيطة من بنادق ومسدسات ورشاشات، غير أنهم استعملوا في معركتهم هذه ما يسمى بـ "العصبان" وهو نوع من الديناميت يستعمله البحارة في صيد الأسماك...