Horaire de Travail

Séance Matinale -> 08h30 -> 12h30

Séance Après Midi -> 13h30 -> 17h30

Contact

216 73 479 009

216 73 492 680

معركة طبلبة بتاريخ 23 جانفي 1952 قادها أبناء بلدة طبلبة الساحلية باستعمال كمائن صيد الأسماك ضد جنود الاحتلال الفرنسي

;
Nouveautés
image

معركة طبلبة بتاريخ 23 جانفي 1952 قادها أبناء بلدة طبلبة الساحلية باستعمال كمائن صيد الأسماك ضد جنود الاحتلال الفرنسي

Municipalité de Teboulba

معركة طبلبة بتاريخ 23 جانفي 1952 قادها أبناء بلدة طبلبة الساحلية باستعمال كمائن صيد الأسماك ضد جنود الاحتلال الفرنسي

شية 23 جانفي/كانون الثاني 1952 وفي حدود الساعة الثانية مساءً، انتشر نحو 150 مقاومًا ومن ورائهم كافة شباب البلدة ونسائها على امتداد كيلومتر من مدخل القرية من جهة المكنين إلى عمق البلدة. واتخذ الثوار أماكنهم في خطين متوازيين منتظرين رتلًا من عربات الجندرمة القادمين للقرية، وقد تمركز الثوار فوق الأسطح والمنازل والمستودعات وخلف "الطوابي" (أشجار التين الشوكي)، وقد شمل يومها الإضراب العام كافة مرافق القرية من دكاكين ومحلات تجارية ومدارس. تزوّد أبناء طبلبة بأسلحة تقليدية بسيطة من بنادق ومسدسات ورشاشات، غير أنهم استعملوا في معركتهم هذه ما يسمى بـ "العصبان" وهو نوع من الديناميت يستعمله البحارة في صيد الأسماك... أدلى أحد المقاومين بطبلبة، وهو حبيب بالغالي، بشهادة في إحدى الصحف التونسية حول المعركة وقال: "فكرنا بأن نقوم بعملية نوعية في مدينتنا، وأن نضرب الجنود الفرنسيين بالمولوتوف لكن عدلنا عن ذلك معتبرين أن هذه الوسيلة لا تعطي أكلها فانتبهنا إلى أن البحارة كانوا يصطادون السمك بالديناميت فطلبنا منهم كمية منها وكنا نسميه آنذاك بالعصبان ولكنهم رفضوا أول وهلة، ثم طالبوني بالمال بصفتي أمين مال الشبيبة الدستورية وكانت الأموال متوفرة لديّ فأحضرنا 25 كلغ من المتفرقعات. وكنا نبقيها في ورشة محمد المروعي شهر "الحقازي" ووافق على صنع الذخيرة". ويقول المقاوم علي بلغيث أصيل طبلبة في شهادة أخرى نشرتها جريدة الشروق: "أطلت طائرات العدو فحلقت طويلًا بسماء البلدة باعثة صفيرًا مزعجًا، ثم أطلت ست عشرة عربة مقلة جنودًا من اللفيف الأجنبي ودخلت البلدة أربعة تمشي رويدًا وما كاد الفوج الأول يصل وسط البلدة حتى بدأ طلق النار فانهال الرصاص على البلدة، فردّ الثوار على النار بالمثل وألقوا بقنابل ذات فتائل مشتعلة فانفجرت محدثة دويًا هائلًا زلزل الأرض زلزاًلا عنيفًا تخال البلدة دمرت تدميرًا". ويضيف: "توالى القصف وتكرر رمي القنابل وحمي الوطيس، الرصاص ينصبّ من كل جانب والقذائف تهبط كالصواعق واكفهر الجو وانتشر الدخان واشتعلت النيران هنا وهناك وظل الرصاص يصبّ كالمطر، وأصبح الثوار وقد زاد عددهم... لا يفكرون في الاتقاء أو الاحتماء يرمون بلا مبالاة في ثبات ومهارة وهناك أفراد من الشبيبة في سرعة يمدون الذخيرة المكدسة داخل بعض المستودعات الموصدة يخرجها لهم مسؤولون عنها من نوافذ وفوهات خلفية لاصقة بالسقوف وتواصل القتال فاستشهد بعض الرجال والنساء وعلا التكبير والتهليل والزغردة واختلط أزيز الرصاص بدوي القنابل وصياح البعض". ويواصل المقاوم في سرد شهادته التاريخية: "ازداد الثوار حماسًا واندفع إلى الميدان أربعة شبان فرموا قذائفهم، أصاب الأول ثلاثة جنود سقطوا مكانهم وأصاب الثاني عربة فاحترقت وقتل الثالث قبل أن يتمكن من الرمي وأصاب الرابع اللاسلكي فصار دخانا فانقطع اتصال المهاجمين بمن كان يرشدهم ففتر الرمي وهدأ القتال بعد أن دام نحو الساعتين فجمع العدو خسائره.. وقفل راجعًا ولاذ الثوار بالفرار. لم تكن هذه المعركة مقدّر لها إلا أن تحدث في ذاك التاريخ بالذات لأن المقاومين قد استعدوا لمواجهة ما منذ خطاب الحبيب بورقيبة في 9 جانفي/كانون الثاني 1952 بالمنستير والذي جيش فيه المقاومة المسلحة، غير أن الابتكار الذي أحدثه أهالي طبلبة هو خوض معركة داخل مناطق العمران وبطريقة الكمائن عبر مصائد الأسماك. تآلفت الخبرات من أجل خطة عسكرية غير تقليدية للإيقاع بالغاصب المستعمر، وهكذا حدثت مواجهة تلقائية بوسائل مستمدة من بنية المجتمع المحلي ورواسبه الثقافية